خبر زلج .. فوز ممداني لايشكل إنتصاراً لنا قدر ماهو إنتصار لنظامهم المدني

كتب / علي عبد الملك الشيباني

أمام فشلنا وتخلف واقعنا العام، صرنا نقف مأخوذين أمام مانظنها بطولات وانتصارات، بدوافع مواراة عجزنا وفشلنا في الانتصار لقيم الدولة المدنية، وثانياً مانظنه انتصاراً لديننا الاسلامي، الذي نعمل بكل ما أوتينا من ثقافات الاصطفافات المعيبة على تشويهه والاساءة له في واقعنا العربي، من خلال الصراعات والحروب التي نعيشها ونشهدها في اكثر من قطر عربي، وعلى اسس مذهبية في غالبيتها، لنقدم الاسلام بما نرتكبه من الجرم، على أنه مصدر للشقاق والفرقة واسالة الدماء.

فوز مسلم في الانتخابات المحلية الامريكية، تجعل منه مادة للتدوال في وسائل الاعلام ومواقع التواصل والاحاديث البينية، لكأننا بذلك بلغنا الجبال طولى، وبتنا على مشارف تطويع امريكا وتهديدها بامكانية تغيير نهجها العام لصالح قضايانا العربية.

لم نكف الحديث عن انتصار ممداني ذو الاصول الهندية الاسلامية في الانتخابات المحلية، بوصوله الى موقع حاكم نيويورك، وقبله فوز مغترب يمني بتعيينه سفيراً لامريكا في دولة الكويت.

في اعتقادي، وبدلاً من الوقوف عند هذه الاوهام الزائفة، والتفاخر والشعور بانتصار الدين والعرق، لمجرد صعود مغترب مسلم لموقع ما، ان نقف امام هذه التجارب من ناحيتين:
الاولى، معنى وايجابية الحياة الديموقراطية ونظام المواطنة، الذي لايقف عند لون او عرق او مذهب او ديانة، في مقابل ثقافتنا السائدة ونحن ابناء الديانة والعرق الواحد، مع ذلك تعصف بنا صراعات ماقبل الدولة، وبما أوصلنا الى مانحن عليه من الضياع والتشرذم والحروب والفقر والجوع في اكثر من قطر عربي ومنها بلاد ” ياصاحب…..” وحكمة الموت.

أما ثانياً، فلا يعني انتصار احدهم من المسلمين في بلاد الملاعين أولاد الملاعين انتصارا للدين قدر ماهو انتصار للنظام المدني الديموقراطي… كم ينتابني الضحك وشعور السخرية، حين نتباهى بأنتصار مواطن مسلم في بلاد الايفون، فيما اسلامنا ينتهك بشكل دائم في مجتمعنا اليمني والعربي عموما، من خلال اوضاع الحروب وسفك الدماء والانقسامات بمضامينها المذهبية والمناطقية والعرقية، وما يترتب عليها مما نعيشه في مجتمعنا اليمني على سبيل المثال، وبما قدم ديننا الاسلامي وبيوت الله مصدرا للفرقة وسبب لكل مايحيط بنا من الاوضاع السائدة والمخيفة في معظم مجتمعاتنا العربية.

هم انتصروا بنظام المواطنة والديموقراطية، في مقابل انتصارنا لثقافة ” البرغلة والدحبشة والمحشدة والبيكلة والمطلعة والمنزلة ” حد ظهور رئيس سابق وهو يخاطب من جاء بعده بلغة ” صاحب ابين “، فاذا كانت هذي لغة وثقافة رئيس دولة امضى في الحكم 33 عاما، فما بالكم بثقافة رجل الشارع.

مع فارق كل شواهد المفاضلة بيننا، مع ذلك هناك من يواري تخلفه وجهله وفشله خلف مقولات: لهم الدنيا ولنا الاخرة… وانهم خلقوا لخدمتنا!!.

فمن خلق لخدمة الاخر نحن ام هم، ونحن نقتل بعضنا بأسلحة مصانعهم، ونستهلك مختلف منتجات عقولهم وبما يعود عليهم بتحسين اوضاعهم ودخل الفرد، بل ويقومون بتشكيل اوضاعنا العامة وفق اهواءهم وبما يحقق مصالحهم.

ولمن الاخرة ياترى، لصانع الايفون والتكنولوجيا وكل ماننعم به من خيرات عقولهم ومعاملهم، ام لهذه اللحى الاثمة التي لاتفقه غير ثقافة السرة ومنزل!!؟