كتب / جمال صالح لهطل
يبدو ان اليمنيين قد اصبحوا صدى بالمقلوب لتعبير شاع قرونا عن الرجعية والتشرذم والتشتت، ففي الوقت الذي اصبحت به دول الجوار العربي في السعودية والخليج دول اقتصادية كبرى وحققت تنمية على مستوى الفرد والمجتمع وعملت على بناء هذه البلدان التي كانت ترزح تحت خط الفقر وشظف العيش في البداوة ، لا يزال اليمن واليمنيين يعانون من معضلة الحزبية التي اعاقت حياتهم ومستقبلهم واستنزفت مواردهم وتعاملت مع المواطنين والوطن مثل إقطاعية من منظور حزبي بحت .
فعلى سبيل المثال يعتبر أتباع حزب المؤتمر الشعبي العام ان الوطن والدولة حكراً على حزبهم لا سواهم وكذلك باقي الأحزاب تعتبر ان الدولة والوطن هو الحزب وان ليس لأحد الحق لا في الوظيفة العامة او الخاصة ولا في الادارة والمنصب إلا لمن كان مدجن يتبعهم تنظيميا كعبد مطيع لا يفكر ولا يناقش وإنما يتماها مع اسياده في هذه الأحزاب العائلية التي لا تمثل سوى ٢٠٪ من المجتمع اليمني والتي يمكن وصفها في حقيقة الأمر بأقل من احزاب بالمعنى الحزبي والوطني .
وللتذكير في زمن التكتلات التي تتكتل دول يبقى اليمنيون متناحرون مشتتون تائهون في شتى بقاع الأرض وفي اوطانهم نخباً واحزاب وأفراد والسبب في ذلك ما رسخته الأنظمة الحاكمة من تحويل الدولة والسياسة إلى مجموعات حزبية وحزب يختزل فيه كل حق الناس في الشراكة بالسلطة والثروة أو على اقل تقدير حصولهم على ابسط حقوقهم في الصحة والتعليم والوظيفة العامة ، واستأثرت تلك الاحزاب بكل ذلك لصالح مجموعة من الناس يسمون أنفسهم حزب .