وهج نيوز
قال عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال لوكالة “رويترز” إن الحركة تنوي الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية في غزة خلال فترة انتقالية، مشيرا إلى أنهم لا يستطيعون الالتزام بنزع السلاح.
وذكر محمد نزال أنها مواقف تعكس الصعوبات التي تواجه الخطط الأمريكية لتأمين نهاية الحرب.
وصرح عضو المكتب السياسي للحركة بأنهم مستعدون لوقف إطلاق النار لمدة تصل إلى خمس سنوات لإعادة بناء غزة المدمرة مع ضمانات لما سيحدث بعد ذلك تعتمد على منح الفلسطينيين “آفاقا وأملا” في إقامة دولة.
وعندما سئل نزال عما إذا كانت حماس ستتخلى عن سلاحها، قال: “لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا.. بصراحة الأمر يعتمد على طبيعة المشروع.. مشروع نزع السلاح الذي تتحدث عنه.. ماذا يعني؟ لمن سيُسلّم السلاح؟”.
وأضاف أن القضايا التي سيتم مناقشتها في المرحلة المقبلة من المفاوضات بما في ذلك الأسلحة، لا تهم حماس فحسب بل وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى، وستتطلب من الفلسطينيين على نطاق أوسع التوصل إلى موقف.
وأشارت الوكالة إلى أنه ورغم أن حماس كانت قد أعربت على نطاق واسع عن هذه الآراء من قبل، فإن توقيت تعليقات نزال يوضح العقبات الرئيسية التي تعوق الجهود الرامية إلى ترسيخ نهاية كاملة للحرب في غزة، بعد أيام من الاتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
وتؤكد الحركة وجود فجوات كبيرة بين مواقف حماس وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة قبل المفاوضات التي من المتوقع أن تتناول سلاح حماس وكيفية حكم غزة، علما أنها تواجه ضغوطا شديدة لنزع سلاحها وتسليم السيطرة على غزة أو المخاطرة باستئناف الصراع.
- ملف الرهائن
وفي هذا الصدد، صرح نزال بأن الحركة ليس لديها أي مصلحة في الاحتفاظ بجثث الرهائن المتوفين المتبقين الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر 2023.
وسلمت حماس 9 جثث على الأقل من أصل 28، وتوضح حماس أنها تواجه صعوبات فنية في انتشال المزيد.
وذكر القيادي في الحركة أن جهات دولية مثل تركيا أو الولايات المتحدة، ستساعد في البحث عند الحاجة.
تجدر الإشارة إلى أن حماس أفرجت عن جميع الرهائن الأحياء يوم الاثنين.
وكانت حماس قد وافقت على إطلاق سراح الرهائن وتسليم إدارة شؤون الحكم إلى لجنة تكنوقراطية، لكنها أشارت إلى ضرورة معالجة مسائل أخرى ضمن إطار فلسطيني أوسع.
- التواجد على الأرض
صرح ترامب يوم الثلاثاء بأنه أبلغ حماس بضرورة نزع سلاحها وإلا ستجبر على ذلك، كما ألمح إلى أن حماس منحت موافقة مؤقتة على عمليات أمنية داخلية في غزة وأيد قيامها بقتل أعضاء العصابات.
وفي إشارة لتصريحات الرئيس الأمريكي، قال نزال إن هناك تفاهما بشأن تواجد حماس على الأرض دون أن يحدد من بينهم، مشيرا إلى أنه من الضروري حماية شاحنات المساعدات من اللصوص والعصابات المسلحة.
وتابع قائلا: “هذه المرحلة انتقالية.. ستكون هناك إدارة تكنوقراطية كما ذكرت.. وعلى الأرض ستكون حماس حاضرة.. وبعد المرحلة الانتقالية يجب إجراء انتخابات”.
وأكد نزال أن الوسطاء لم يناقشوا مع المجموعة فكرة نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة، والتي اقترحها ترامب في خطة وقف إطلاق النار.
ولفت القيادي إلى أن حماس اقترحت هدنة طويلة الأمد خلال اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين، وتريد هدنة لا تقل عن ثلاث إلى خمس سنوات لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف: “الهدف ليس الاستعداد لحرب مستقبلية والشعب الفلسطيني يريد دولة فلسطينية مستقلة”.
وأشار عضو المكتب السياسي في تصريحاته للوكالة، إلى أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستبدأ قريبا.
كما دافع نزال خلال المقابلة مع “رويترز” عن الحملة التي تشنها الحركة في غزة، حيث نفذت إعدامات علنية يوم الاثنين، موضحا أنه كانت هناك دائما “إجراءات استثنائية” خلال الحرب وأن من أعدموا كانوا مجرمين مدانين بالقتل.
- الطرف الآخر
وفي المقابل، عندما طلب من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على تصريحات نزال، قال إن إسرائيل ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وتواصل الالتزام بجانبها من الخطة وتنفيذه.
وأفاد مكتب نتنياهو في بيان لـ”رويترز”: “من المفترض أن تفرج حماس عن جميع الرهائن في المرحلة الأولى لكنها لم تفعل.. تعرف حماس مكان جثث رهائننا.. سيتم نزع سلاح حماس بموجب هذا الاتفاق.. لا شروط ولا استثناءات وعلى حماس الالتزام بخطة العشرين نقطة.. الوقت ينفد منها”.
ودعت خطة ترامب في 29 سبتمبر حماس إلى إعادة جميع الرهائن على الفور قبل الالتزام بنزع السلاح والتنازل عن حكم غزة للجنة تكنوقراطية تشرف عليها هيئة انتقالية دولية.
وأيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطة، قائلا إنها من شأنها تفكيك القدرات العسكرية لحماس، وإنهاء حكمها السياسي، وضمان عدم عودة غزة إلى تشكيل تهديد لإسرائيل.
المصدر: “رويترز”