الذكري الواحدة والستين لثورة سبتمبر بين:خطاب (العليمي) وخطاب ( تؤكل)..؟!

بقلم / طه العامري

مع الاحتفاظ بالالقاب والمكانات تابعت كلمة الدكتور رشاد بمناسبة ذكري الثورة اليمنية الواحدة والستين، كما تابعت كلمة الاستاذة تؤكل كرمان التي وجهتها عبر شاشات قناة ( بلقيس الفضائية) ومع أحترامي لفخامة الرئيس فقد جاءت كلمته ركيكة ومجزأة وتقليدية خالية من المفردات التعبيرية التي تعكس وتجسد عظمة الذكري  والحال الراهن الذي تعيشه البلاد منذ ولجنا والوطن إلي مربع الفتنة والازمة ثم الحرب وتعقيداتها وما رافق كل هذه التداعيات من أزمات دفع ويدفع ثمنها الوطن والشعب، إذ  جاءت كلمة رئيس الجمهورية-المفترض-مع احترامي _ لاتباعه وأنصاره _ خجولة وغارقة في المفردات التقليدية بديباجيتها المسكونة بلغة الدبلوماسية المغلفة بحروف نمطية مجترة من قواميس الخطاب السياسي المتداول منذ نصف قرن وهو الخطاب الذي كان وراء نكبة البلاد والعباد، بما حمل من مفردات التظليل وتتويه الرأي العام الوطني وأبعاده عن حقائق التحديات التي يواجهها الوطن وهو ما كشفت عنه أحداث عام 2011م التي أظهرت أننا كنا نعيش في دائرة الوهم، وأن ما كنا نعتبره مؤسسات دولة ومكاسب وطن أنفق عليها من قوت شعبنا المليارات من الدولارات، كل ذلك أتضح إنه كان مجرد سراب وأن دولتنا وقوتنا ومؤسساتنا كانت محصورة علي شاشات التلفزة الرسمية ووسائل الاعلام الرسمية والموالية لها، لكن واقعيا لم نكن نحتكم علي شيء لأن كل شيء  نعده مكسبا وطنيا وأنجازا كان  مرهون ب( القبيلة) ورموزها، وباختلافهم أنهار كل شيء بلمح البصر حتي أن الرجل الذي تسبب برعبنا ومطاردتنا والتنكيل بكل صاحب رأي وموقف،وتسلم لعقود مهمة الأمن الوطني، طلع عبر وسائل الاعلام ليقول في لحظة سقوط الاقنعة ( ما أنا إلي قبيلي من حاشد) ثم رحل من الوطن لينعم بحياة مستقرة ب( السويد)؟!
العليمي جاء بخطاب تقليدي وكأن لا شيء يستحق المكاشفة والمصارحة وتعريف الرأي العام الوطني بكل التداعيات والمستجدات علي الساحة الوطنية وما هي رؤية السلطة الشرعية تجاه هذه المستجدات وكيفية مجابهتها،  وأن كان أمام الجمعية العامة قد ألقي باللائمة علي إيران وحملها وزر ما يجري في البلاد متمسكا بذات الخطاب النمطي الذي تجاوزته الاحداث بل وتجاوزته ( الرياض) التي اعادة علاقتها بإيران، ومع ذلك هناء من لايزل يقف في ذات المربع القديم ولم يكلف نفسه الخروج ومغادرة ذات المربع بحثا عن طرق أمنة تخرجنا والوطن مما نحن فيه دون الحاجة لانتضار تعليمات هذا أو ذاك، علي أعتبار أن السياسة محكومة بالمصالح، والواجب أن يتلمس أصحاب القرار طريق المصلحة الوطنية ويسيروا فيها، لا ان ينتظروا الدليل ليدلهم، الذي وأن دلهم فانه سيحرص علي تحقيق مصالحه أولا، وقد يتخذك طعما علي سنارته لتحقيق تلك المصالح..؟!!
بالمقابل جاء خطاب تؤكل كرمان أكثر صراحة وشفافية ووضوح، وأكثر شجاعة، إذ شخصت بجرأتها المعهودة واقع الحال الوطني وما يعتمل فيه وتحدثت عن الصفقات التأمرية التي تحاك بين أطراف الداخل والاقليم والرعاة الدوليين، متهمةً كل من يتواطي مع المخططات التأمرية بالخيانة الوطنية رافضة المساومة علي سيادة واستقلال اليمن أو الانتقاص من جغرافيته أو السيطرة علي أيا من  مرافقه السيادية سوى تعلق الامر بالمؤاني أو الجزر أو ايا من  الحقوق السيادية الوطنية مطالبة الشعب اليمني بتشكيل تجمعات ضاغطة تدافع عن حقوقهم وسيادة وطنهم، دون ان تتردد في توصيف من نصبوا أنفسهم بالقوة أوصياء علي اليمن الارض والانسان ومن كل الاطراف دون أستثناء، فكانت موفقة فيما ذهبت إليه من القول، فيما من يفترض فيه أن يقول لم يقول إلا ما يحب رعاته أن يسمعوه..؟!
صنعاء في 26 سبتمبر المجيدة