بقلم /فائز النظاري
قديماً ظلت الاأسرة ذلك المعمل الفني والتربوي البسيط والسامي الذي يعمل دائما على إعطا۽ التقييم المستمر لاخراج جيل متميز تحت سقف الدولة الراعية للمجتمع المحاط بأسوار العقيدة والمؤسسات التربوية والعادات والتقاليد .
أما اليوم أصبحنا جميعا في معمل اجتماعي عالمي كبير مهدف سقفه مفتوح علي كل الثقافات الامر الذي جعل البعض يخرج وبشكل واضح عن المألوف في تصوراته للمعاملات ونظرته للحياة.
للأسف نعيش واقعاً مراً يمر بمرحلة خطيرة تحتاج منا للتحليل والتوصيف والتوظيف والتسويق الجيد وهذا يتطلب كوادر مؤهله تضع النقاط علي الحروف وتواكب العصر وسط معارك محتدمة علي مستوي الفرد والاسرة والمجتمع والدولة .
فالإقتصاد اليوم اصبح وامسى ينتزع من المواطن مواقفه الوطنية في الوقت الذي تصادر المؤسسات الاعلامية الاخلاق والتصورات للحياة بتفاصيلها الايجابية ووصول المؤسسات التربوية لمرحلة العقم الاداري والوظيفي في دول وصل العالم فيها معتقداً أن القوة هي الوسيلة الناجعة للتركيع وطوبرة الشعوب وراء السمع والطاعة للنظام العالمي الجديد باستخدام الاقتصاد الحر والاعلام الموجه وغياب التربية كعوامل إخضاع وتوجيه في معركة هي من أشرس المعارك في تاريخ البشرية
لقد أطاحت هذه الوسائل والقناعات ببعض الأسر فتعرت أمام المجتمع بأمراضها الأسرية والاخلاقية والمناطقية والحزبية وغيرها
فغياب هوية الدولة المنشودة بمؤسساتها في الحقيقة كارثة حضارية وأخلاقية ولن نستطيع مهما حاولنا اليوم ان نضع هذه الفوضى السلوكية والادارية بحزم في دائرة المسائلة الاخلاقية والوطنية والقانونية إلا إذا أدرك الجميع أننا نعيش معامل سلوكية عالمية قذرة مهدفة تحاول ان ترحل بنا وبقيمنا وعقيدتنا واخلاقنا نحو عالم مجهول .