عبدالباري طاهر
العام الأول للعمال والفلاحين المنعقد في الحديدة 1969م، ولم يتمكن من الحضور، كما انتخب عبد الله حميد العلفي عضو لجنة مركزية مُمَثلاً لمنظمة القاهرة.
في بداية السبعينات، ومع بداية انتشار العنف والمواجهة المسلحة في الوسطى- بدأ حافظ يستشعر خطورة ما يجري في اليمن. وأذكر أكثر من حوار دَارَ حول حرب الوسطى وخطورته على نشاط الحزب، والحياة السياسية. ومع أنَّ الحزب لم يكن في وادي تأييد الكفاح المسلح، إلا أنَّهُ بِحِسِّهِ السياسي، وإدراكه لمخاطر العنف بدأ يبتعد عن اللقاءات، ولم تُجْدِ محاولات رفيقه عبد القادر هاشم من العودة، وَجَمَّدَ نشاطه نهائيًّا، ومع ذلك لم يسلم من الاعتقال؛ فالبلاء يَعُمّ.
نشط لمدة قصيرة في اللجنة العليا للتصحسح وداوم على الكتابة في صحيفة 26 سبتمبر ولكنه في الأخير فضل العزلة عن الحياة السياسية وحتى عن اللقاءات العامة.
وكتب أيضاً د/علي عبدالكريم عن الراحل مايلي :
رموز الحركة اليسارية اليمنية التي تشرفت بالانتماء المبكر إليها عبر راحلنا عبد الحافظ الذي نفتقده.
رحيل عبد الحافظ هزاع صدمني كما صدمني نبأ وفاته، خاصة وأن أخباره انقطعت، وكنت غالبًا ما أتعرف على أحواله من قبل الأخ العزيز حسين حسن فعطبي، زميل عمله بالبنك المركزي اليمني صنعاء. الراحل فضل حالة الانزواء، وكنت أستقصي أخباره كلما زرت صنعاء من الزملاء.
لن ننساه، ولن ينساه وطن ظل مخلصًا لقضاياه في التحرر والتنمية، خاصة حين خاض تجربته مع تجربة فترة الرئيس المغدور إبراهيم الحمدي، حين شارك بحيوية بمهام وتطلعات التجربة التعاونية التي أرستها فترة الشهيد الحمدي القصيرة.
هي لحظة حزن نعيشها حزنًا على رحيله، رحيل يشدنا لزمن جميل تبلورت به قيم، وتكونت عبرها رموز وطنية كثيرة نكن لها كل الاحترام. فإلى جانب عزيزنا عفيف، هناك لا يزال بيننا الأخ والزميل والرفيق عبدالله حميد العلفي، الذي التقيته قبل بالقاهرة بمعية الأخ والرفيق علي محسن حميد. كما لا تزال بالذهن راسخة صورة وذكرى الأخ العزيز مطهر الحيفي، أطال الله عمره، والأخ العزيز أبو غسان، السفير علي محسن حميد، زميل الدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وزميل العمل الذي شرفني وجوده يوم كنت أمينًا عامًا مساعدًا بجامعة الدول العربية.
يا لها رحلة زمن غابت عنا رموز وطنية ليس آخرها، أقول حقًا، الأستاذ عبد الحافظ هزاع. رحمة الله عليه، والتحية مهداة لمن عزاه قبلنا، أستاذ الجيل عبدالباري طاهر، أطال الله عمره.