صحيفة إسرائيلية تكشف الترتيبات الأمريكية للمرحلة المقبلة في غزة

وهج نيوز / متابعات

وسط مخاوف من انهيار اتّفاق وقف إطلاق النار جراء الغموض المحيط بملفات حساسة، أبرزها نزع سلاح حركة حماس وتشكيل سلطة مؤقتة ونشر قوة دولية لحفظ الاستقرار، كشفت صحيفة إسرائيلية عن تصاعد التعقيدات التي تواجه تنفيذَ الخطة الأمريكية للمرحلة التالية في قطاع غزة.

وذكر مراسلو صحيفة يديعوت أحرونوت ليئور بن آري وأمير إيتنغر ويوآف زيتون، أن الاتّفاق الذي أنهى الحرب في غزة بعد أكثر من شهر من المواجهات دخل مرحلة حرجة، مع استمرار الخلافات حول تنفيذ بنوده الأَسَاسية، خَاصَّة بعد تعثر عملية إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، وغياب تقدم في قضايا الأمن والإدارة.

وأشَارَ التقرير إلى أن بعض المسؤولين في إدارة ترامب يشعرون بقلق متزايد من احتمال فشل الخطة؛ إذ إن المرحلة الأولى التي نصت على إعادة عشرين أسيرًا أحياء، منحت الاحتلال السيطرة على نحو 53 % من أراضي القطاع، بما في ذلك رفح وأجزاء من مدينة غزة؛ ما أَدَّى إلى نزوح قرابة مليوني فلسطيني إلى مناطق مدمّـرة أَو مخيمات مؤقتة.

أما المرحلة الثانية، والتي يفترض أن تبدأ بعد تسليم جميع الرهائن المتبقين، فتتضمن انسحابا إضافيًّا للقوات الإسرائيلية من “الخط الأصفر”، وإنشاء سلطة انتقالية ونشر قوة دولية متعددة الجنسيات لنزع سلاح حماس، إلا أن التقرير يؤكّـد غياب الجداول الزمنية والآليات الواضحة للتنفيذ، وسط اعتراضات متبادلة بين الأطراف المعنية.

ووفقًا لوثائقَ أمريكية داخلية عُرضت في مؤتمر بمقر المراقبة في كريات غات، فإن واشنطن تواجه صعوباتٍ في تحديد الخطوات التالية للخطة، حَيثُ برزت تساؤلات حول إمْكَانية تشكيل قوة دولية فعّالة لمراقبة وقف إطلاق النار وتنفيذ عملية نزع السلاح.

كما أشار التقرير إلى أن هناك خلافات بشأن مجلس “السلام” الدولي المقترح للإشراف على قوة حفظ الاستقرار، في ظل اعتراض إسرائيلي على مشاركة تركيا فيه، كما أظهرت وثيقة أمريكية أُخرى أن حماس تحاول استعادة نفوذها عبر تكتيكات ميدانية وإعلامية، ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في القطاع.

وفي سياق متصل، حذر دبلوماسيون غربيون من احتمال تقسيم غزة فعليًّا إلى منطقتين، إحداهما تحت السيطرة الإسرائيلية وأُخرى تحت سيطرة حماس، نتيجة الجمود في تنفيذ الخطة الأمريكية، فيما أكدت تقارير إلى أن جهودَ إعادة الإعمار تتركز حَـاليًّا في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال.

وكشف التقرير في ختامه أن الولاياتِ المتحدة تدرس إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة قرب حدود غزة لتكون مقرًا للقوات الدولية المكلفة بحفظ الاستقرار، بميزانية تقديرية تصل إلى نصف مليار دولار، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على تعقيد المرحلة المقبلة ومستقبل الترتيبات الأمنية في القطاع.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت