كتب / حسن الوريث
.. فواتير المسئولين وفواتير المشرفين وفواتير الموظفين وفواتير المتسولين ..
صور مؤلمة تتكرر كل يوم ولا احد يلتفت لها أو يلقي لها بالا سواء الدولة والحكومة بكافة أجهزتها أو القطاع الخاص والتجار ومنظمات المجتمع المدني والكل يمر من أمام هذه الصور والمشاهد بكل برود والكثير يهرب منها وكأنها لاتعنيه رغم أنها مسئولية الجميع وفي المقدمة الدولة والحكومة مئات الآلاف من المتسولين فتيات في عمر الزهور من سن السابعة إلى ١٥ يحترفن التسول بطريقة مؤلمة تجعلهن مطامع لبعض ضعفاء النفوس وما يؤلم ثانيا هناك نساء عجائز في سن كبيرة بعضهن لاتقوى على الحركة ولكن الحاجة والعوز جعلتهن يحترفن التسول في هذه السن وهناك رجال أيضا في سن متأخرة يحترفون التسول وأطفال من سن الرضاعة ومافوق ونساء ورجال يملأون الطرقات المطاعم البوفيات المحلات التجارية وغير التجارية تغص بهم .
شغلتنا حكومة الكراتين ليلا ونهارا في وسائل الإعلام ومن خلال اجتماعات ومؤتمرات صحفية وتغريدات بما اسمته قانون فاتورة المرتبات للموظفين وفي الاخير فإنها تمخضت فولدت فارا هزيلا بحجمها الطبيعي وتم تقسيم الناس إلى فئات بحسب تصنيف غبي واحمق ما انزل الله به من سلطان ولكن الهدف هو حرمان كثير من الموظفين من حقوقهم ومنهم الإداريين في قطاع التربية والتعليم الذين حرموا من حقهم ظلما وعدوانا بينما المسئولين والمشرفين يتمتعون بكل المزايا ولم يجرؤ احد على المساس بها وربما انها زادت فما نشاهده من تناقض كبير في الواقع بين اوضاع المسؤولين والمشرفين المرفهين والموظفين المظلومين والمتسولين المساكين يؤكد ذلك ..
طبعا هناك فاتورة يفترض أن تكون موجودة لمعالجة ظاهرة التسول التي تنتشر وتتوسع بشكل مخيف بل مؤلم ومزعج في مختلف المحافظات فأينما اتجهنا في الأسواق والاماكن العامة والخاصة والمساجد والبيوت وفي كل مكان نجد التسول بكل صوره وأنواعه وأشكاله وحتى تلك التي لم تتخيلها وحكومتنا مشغولة عنهم بامور اخرى ومنها فواتير المسئولين والمشرفين ونشر وتوزيع اللصوص والبلاطجة والمتهبشين والمقربعين في الشوارع للجباية والجباية والجباية والتهبش على خلق الله وهيئة للزواج وبرامج لعربية الشيبس تنفق مليارات في الهواء ولاتلامس الواقع وهذا يتفق مع القول .. اذا رأيت فقيرا في بلاد المسلمين فاعلم أن غنيا سرق ماله .. ونحن سنقول مثل ذلك لكننا سنضيف إليها اذا رأيت فقيرا في بلاد المسلمين فاعلم أن غنيا سرق ماله ودولة لم تقم بواجبها وزكاة يتم صرفها في غير مصارفها وبرنامج مقربعين فاشل ومديره من المقربين وأصحاب الولاء البعيد عن المحاسبة رغم فشله وعجزه عن القيام بواجبه لأنه ليس الرجل المناسب في المكان المناسب ..
نقول طالما ونحن في عهد حكومة الفواتير فهل يمكن ان يكون لدينا فاتورة للمتسولين المساكين اسوة بفاتورة الموظفين وفاتورة المسئولين وفاتورة المشرفين ام ان ظاهرة التسول ستبقى شاهدا على حكومة كراتين مريضة تكذب على الناس بفواتير لاتقدم ولاتؤخر وعدم احساس بمعاناة فئات كثيرة من هذا الشعب ولايهمها سوى تسديد فواتير المسئولين والمشرفين بينما المتسولين ينتشرون في كل مكان في ظل احساس معدوم من قبل حكومة الكراتين ؟؟؟ ..