وهج نيوز /متابعات
أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى ارتفاع شعبية حركة حماس بين الفلسطينيين في غزة منذ وقف إطلاق النار، ما يشكّل تحدياً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ “إحلال السلام في القطاع عبر نزع سلاح الحركة المسلحة”.
ويُعد الأمن أحد العوامل الأساسية لهذا التغير، بحسب الصحيفة؛ ففي الشهر الماضي، ومع ترسيخ وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، عاد مقاتلو حماس للظهور في الشوارع كقوات شرطة وأمن داخلي، يقومون بدوريات ويستهدفون المجرمين.
ورحّب الفلسطينيون في قطاع غزة، من بينهم معارضون للحركة، بانخفاض معدلات الجريمة والنهب.
وقال حازم سرور وهو رجل أعمال في مدينة غزة: “حتى أولئك الذين يعارضون حماس، فإن فكرة الأمن أمر يريده الناس، لأننا شهدنا انهياراً أمنياً مع السرقات والبلطجة وانعدام القانون”. مضيفاً: “لا يستطيع أحد إيقاف ذلك إلا حماس، ولهذا السبب يدعمهم الناس”.
وقبل الهدنة، كان أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة ووكالاتها الشريكة تُعترض طريقها أو تُصادر من قبل عصابات مسلحة في غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي الشهر الماضي، انخفضت نسبة السرقات إلى نحو 5% من الشحنات، بحسب المكتب نفسه، مؤكدًا أن ذلك يعود إلى تدفق المزيد من المساعدات وقيام “شرطة حماس الزرقاء” بمنع الجرائم.
ورأت الصحيفة أنّ هذا الانخفاض في معدلات الجريمة واستمرار الدعم للمقاومة المسلحة لـ”إسرائيل” سمح لحماس بإعادة بناء صورتها وفرض سيطرة أشد على القطاع، إذ بدأ العديد من الفلسطينيين ينظرون إلى الجماعة المسلحة بنظرة أكثر براغماتية، وفق استطلاعات الرأي والمحللين والفلسطينيين في مختلف مناطق غزة.
وفي استطلاع رأي نشره الشهر الماضي المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أعرب 51% من سكان غزة الذين شملهم الاستطلاع عن آراء إيجابية تجاه أداء حركة حماس خلال الحرب، بزيادة عن 43% في أيار/مايو و39% قبل أكثر من عام بقليل، وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع 3.5 نقاط مئوية.
وفي سؤال منفصل حول دعم الأحزاب السياسية في الانتخابات النظرية، قال 41% من سكان غزة إنهم يؤيدون حماس، بزيادة قدرها 4 نقاط مئوية عن الأشهر الخمسة السابقة، وهو أعلى مستوى دعم منذ ديسمبر 2023.
ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أنّ تزايد الدعم الفلسطيني لحماس قد يُعقّد جهود نقل خطة ترامب إلى المرحلة الثانية، التي تدعو الحركة إلى نزع سلاحها والتخلي عن أي دور في حكومة غزة المستقبلية.
وانقسم الفلسطينيون الذين شملهم الاستطلاع بشأن دعوة خطة ترامب لنزع سلاح حماس، إذ عارضتها أغلبية ضئيلة بلغت 55%، فيما أيّدها 44%، وفقًا للاستطلاع نفسه. كما عارضت أغلبية ضئيلة بلغت 52% من سكان غزة دخول قوة دولية مكلفة بنزع سلاح الحركة