في إب ..خدعوه وأخذوا كبده

وهج نيوز / إب

واحدة من أبشع صور الظلم والاستغلال التي قد تسمعون بها، مأساة إنسانية تدمي القلب، ضحيتها شاب فقير لم يتجاوز التاسعة عشرة، من أبناء مديرية حبيش، يعمل بالأجر اليومي (المفرس والمجرفة) لم يكن يتخيل يوما أن طيبته ستكلفه حياته وصحته.

البداية، عندما أصيب #صديقصالحعازب أحد أبناء العود يقيم في مفرق حبيش من أسرة ميسورة الحال بمرض تليف الكبد وتدهورت حالته وانتفخت بطنه حتى شارف على الموت. ولم يجد من يتبرع له بجزء من الكبد إخوانه أو أقاربه، كلهم رفضوا لكنهم بحثوا عن ضحية سهلة اختاروا الشاب الفقير.

استدعوه، وأكرموه، وأطعموا جوعه، وغمروا قلبه بكلمات جميلة وبراقة وعرضوا عليه فكرة التبرع بنصف كبده ووعدوه بقطعة أرض من أملاكهم، والتكفل بتزويجه والتواصل مع أولاد عمهم في أمريكا لمساعدته في بناء بيت له على قطعة الأرض التي سيكتبونها باسمه. وأن أولاد عمهم قد يدخلونه أمريكا.

أقنعوه، بل خدعوه، بأنه لن يتضرر، وأن مستقبله سيكون مشرقا بعد التبرع. فقبل الشاب بقلب نقي، وسافر معهم إلى مصر، وهناك خضع لفحوصات مرهقة وتجهيزات شاقة حتى تمت العملية، ونُقل نصف كبده إلى #صديق_عازب المريض الذي كان يصارع الموت. (مرفق صورته قبل وبعد العملية في التعليقات)

رغم توصيات الأطباء في مصر ببقاء الشاب المتبرع تحت العناية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، أصرت أسرة عازب على العودة لليمن بعد شهر فقط، وكان الشاب ما يزال منهكا، تحت المراقبة، والقسطرة لم تُرفع من جسده.

قال لهم: لا يوجد لدي أحد في اليمن، يهتم بي، فطمأنوه: أنه سيقيم في بيتهم وسيهتمون به حتى يتعافى تماما

لكن ما إن عادوا إلى اليمن، حتى تخلوا عنه تماما. اهتموا بأخيهم في أفضل المستشفيات الخاصة، حتى تعافى تماما، وتركوا هذا الشاب يصارع الألم والخذلان وحيدا، حتى بدأت العملية بالتقيح، وبالكاد كان يجد ما يدفعه لمواصلات المستشفى الحكومي! حتى أن الأطباء منعوه من القيام بأي عمل شاق كما كان سابقا يعمل بالمفرس والبناء والطين.

بعد أن تعافى قليلا، توجه إليهم لمطالبتهم بتوفير بقية العلاج وكذادالأرض وتكاليف الزواج كما وعدوه
فقالوا له: أولاً اخطب البنت التي تريدها، وبعدها سندفع لأسرة العروس كل شيء.

خطب الشاب، وعاد لإبلاغهم فبدأوا بالمماطلة والوعود الكاذبة. وبعد اصرار منه كتبوا له ورقة التزموا فيها بدفع تكاليف زواجه بحسب تقديرهم هم، ومضى على هذا الكلام ثلاث سنوات، والشاب خاطب ولم يوفوا بالتزامهم.

تواصلنا مع صديق عازب الذي أنقذه الشاب، فقال ببرود: لوما يدي الله، عنزوجه.

تواصلنا مع شقيقه يوسف عازب فقال:
أعطيناه قصبة أرض بـ 50 ألف ورفض قبولها وما بيدي شيء أسويه له.

تواصلنا مع جبران عازب المغترب في أمريكا، الذي كان يضخ الدولارات قبل العملية ولم يرد علينا.

فهل هذا جزاء الإحسان؟

شاب فقير منح جزءا من كبده، أنقذ به إنسانا من الموت، وبدل أن يردوا له الجميل رموه جانبا، كأنه لا شيء! خسر صحته وشبابه
ولا أرض، ولا زواج، ولا علاج، ولا كلمة وفاء واحدة.

نضع هذه المظلومية أمام الجميع…
لكل أصحاب الضمائر،
لكل من ما زال في قلبه إنسانية،
هل يعقل أن يحدث هذا في بلد الحكمة والإيمان؟

نطالب بيت عازب بإنصاف الشاب وتعويضه وتسليم ما وعدوا به، ونطالب الجهات المعنية بضبطهم وانصاف الشاب الفقير
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
‘من صفحة نجود علي الجود’