توجيهات سعودية لـلحكومة بمغادرة عدن فوراً وسط ترتيبات لنقل العاصمة إلى هذه المحافظة

وهج نيوز

انفجرت الأزمة السياسية بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، حيث كشفت مصادر في حكومة عدن عن توجيهات سعودية عاجلة وصارمة لوزراء الحكومة بمغادرة مدينة عدن “فوراً”، في خطوة تمهيدية لنقل “العاصمة المؤقتة” إلى مدينة سيئون في محافظة حضرموت.

وأفادت المصادر أن التوجيه السعودي، الذي جاء بإيعاز مباشر من الرياض إلى رئيس الحكومة، شمل وزراء سياديين بارزين من بينهم وزير الدفاع محسن الداعري. وحمل التوجيه تحذيراً شديد اللهجة بأن بقاء أي وزير في عدن في الظرف الراهن سَيُفسَّر على أنه “تأييد ضمني” للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي تطور بالغ الأهمية وصف بأنه “ضربة قاصمة” لطموحات المجلس الانتقالي، كشفت اللقاءات المكثفة التي عقدها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي مؤخراً مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، عن موافقة سعودية كاملة لبدء الترتيبات الفعلية لنقل مقرات “العاصمة المؤقتة” من عدن، التي يسيطر عليها الانتقالي، إلى مدينة سيئون بحضرموت، التي لا تزال بعيدة عن قبضته المباشرة.

وتأتي هذه التحركات السياسية الدراماتيكية بالتزامن مع خطوات ميدانية وعسكرية حاسمة، أهمها، التمهيد العملي لنشر قوات “درع الوطن” المدعومة سعودياً في مناطق الوادي والصحراء وصولاً إلى الساحل في حضرموت، وفرض قيود من قبل قوات الانتقالي في عدن على مغادرة الوزراء المتبقين، واشتراط موافقة مسبقة منه لسفرهم، إلى جانب تهديدات علنية من قيادات الانتقالي بتكليف نواب الوزراء الموالين لهم بمهام الوزراء المتواجدين في الرياض والقاهرة إذا لم يعودوا خلال أسبوع.

ويُعد قرار نقل العاصمة المؤقتة انتزاعاً كاملاً لأهم أوراق القوة السياسية والسيادية التي اكتسبها الانتقالي منذ سيطرته على عدن عام 2017، مما يضعه في موقف حرج سياسياً واقتصادياً ويعزله دولياً. ويتوقع مراقبون أن تؤدي هذه الخطوة الجريئة إلى خلط جميع الأوراق في المشهد الجنوبي وإعادة رسم خريطة التحالفات والنفوذ في الأيام والأسابيع القادمة.

المصدر : الجديد برس