وهج نيوز / متابعات
في تطورٍ لافت يُثير التساؤلات حول محاولات العدوّ الإسرائيلي لإيجاد بدائل لحكم حركة حماس في قطاع غزة، تداولت وسائل إعلام صهيونية على نطاقٍ واسع نبأ اغتيال “ياسر أبو شباب”، قائد ميليشيا ما يسمى بـ “القوات الشعبية” التي أنشأها جيش الاحتلال في الأشهر الماضية، وتحديدًا في منطقة شرق رفح.
وبدأ تداول الخبر عبر وسائل الإعلام العبرية بشكّلٍ متزامن؛ إذ أكّدت إذاعة جيش العدوّ الإسرائيلي على لسان مراسلها العسكري نبأ اغتيال “أبو شباب”، وذُكر أنّه اغتيل على يد مسلحين مجهولين، وتحدثت تقارير نقلاً عن شهود عيان أنّ المسلحين ترجلوا من مركبة وأطلقوا النار باتجاهه من مسافة قريبة قبل أنّ يفروا.
ولا تزال التفاصيل المتعلقة بالعملية وهوية المنفذين قيد التحقيق والفحص، وفقًا للتقارير الصهيونية الأولية، وأشارت مصادر إلى أنّ نشر هذا الخبر جاء بعد إحاطة “سُمح بالنشر”، حيث سمحت بها الرقابة العسكرية وتأكّيد من مسؤولين أمنيين وعسكريين صهاينة.
وبدأت مجموعات على تطبيق تليجرام بنسبة مسؤولية عملية الاغتيال لجهات معينة؛ بينما ذهبت بعض المصادر الصحفية العبرية إلى التأكّيد بأنّ حركة حماس هي من تمكنت من تصفية أبو شباب.
والمدعو الصريع “ياسر أبو شباب”، هو زعيم ما تُسمى “القوات الشعبية”، وهي ميليشيا مسلحة نشطت في شرق رفح، المنطقة التي شهدت تدميرًا واسعًا في إطار العملية العسكرية الصهيونية الأخيرة.
ويوصف أبو شباب بأنّه فلسطيني مسجون سابقًا وينحدر من قبيلة الترابين، وبرز بعد معركة الـ من 7 أكتوبر 2023م .
وأشارت تقارير عبرية في الأشهر الماضية إلى أنّ المجموعة كانت على تنسيق غير معلن مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكّد أبو شباب نفسه في مقابلة سابقة بأنّه يتعاون مع جيش العدوّ ضد حماس، وأنّ جماعته تتحرك “بكل سهولة” في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال.
وأجرت وسائل إعلام صهيونية عدة مقابلات مع أبو شباب في الأسابيع والأشهر الماضية، ووصفت بعضها مجموعته بأنّها قد تكون جزءًا من بديل حاكم لحركة حماس داخل قطاع غزة في إطار حرب الإبادة ومحاولة تدمير السلطة الحاكمة الحالية، وكانت هذه المجموعة قد دعت سكان رفح للمشاركة في تأسيس أول “إدارة شعبية” في القطاع.
ويأتي خبر الاغتيال ليُسلط الضوء مجدّدًا على صعوبة إيجاد بدائل حقيقية لحكم حماس في قطاع غزة، وأنّ أيّ محاولة لتشكيل قوة محلية تتعاون مع الكيان الإسرائيلي تواجه تحديات أمنية ومقاومة داخلية عنيفة، ويُظهر الاهتمام الواسع لوسائل الإعلام الإسرائيلية بالحادث مدى أهمية دور أبو شباب كـ “ورقة” محتملة في سياق اليوم التالي للحرب في غزة.
ومن المتوقع أنّ يُرشح المزيد من التفاصيل حول هذا الاغتيال والهوية المحتملة للمنفذين والجهة المسؤولة في الدقائق والساعات القليلة القادمة، خاصة مع تصاعد الجدل حول مستقبل السلطة في قطاع غزة.