الفنانة أروى في عدن..العودة إلى الجذور بنعش الأب وقلبٍ مكسور

بقلم / جمال صالح لهطل

عادت الفنانة اليمنية الكبيرة أروى إلى عدن بعد غياب طويل عن الوطن لكن وهي تحمل نعش والداها بقلبٍ مكسور بالرحيل و روح مهمومة بالوطن المثقل بالجروح ،فلم تدرك هل تواري والدها الذي وصل جثمانه إلى اليمن وتم دفنه في شقرة بمحافظة أبين ،ام لموارة وطنها الذي لم يغب عن عواطفها المرهفة ودموعها النازفة بالألم على الوضع الحالي وظهر ذلك في عدة لقاءات تلفزيونية معها وأبرز ما كان يثير شجونها إسم اليمن ،ولمجرد سؤالها عن اليمن تنطق بلغةٍ صامتة مختلفة صادقة ويختنق الكلام على فمها الذي يعجز على الوصف والفخر ببلدها فتكون الإجابة بلغة الدموع .

لا شك أن وفاة الأب كسر ظهر تبعث مرارة الحزن وتنعش شريط الذكريات من لحظات الطفولة إلى وقت الرحيل ومع كل ذكرى تهطل دمعة ، يصمت لحن و تبوح اغنية ، ينزف جرح ، سالم احمد عميران ينحدر من محافظة أبين مديرية شقرة وهو والد الفنانة الكبيرة أروى ، توفي في القاهرة لكنه قبل الرحيل أوصى بأن يدفن مسقط رأسه تراب وطنه ، وصية أبا مخلص قطعت أوصاله الغربة والبعد فأبى إلا أن يكون التدثر بتراب الوطن هو رسالة الحنين الأخيرة.

لطالما كنت أعرف قرب ومحبة وتعلق أروى بوالدها فقد شاطرتها مصابها بكل ما أستطيع علّي اخفف عنها ثقل غيمات الحزن في عينيها ، أتمنى أن تكون آخر الاحزان للفنانة الأصيلة أروى والتي تقول أنه مهما سافر الإنسان من بلده فإن شيء منها يبقى داخله من تفاصيلها ووديانها وماءها وسهولها وجبالها وكل شيء فيها ذو جذور حضارية تمتد آلاف السنين .

وداعا يا أروى وفي القلب كلماتٍ مطبقة بالصمت ،وداعا وستبقى أروى عنوان بارز لا ينكسر أمام الأحزان بل يؤمن بإرادة الله ، لقد ذهب والدك وهو الآن مشتاق لنبرة صوتك في تفاصيل تسافر إلى الماضي عبر رنة العود وصوت النأي الذي يشبه صوتك الرخيم وحضورك البهي ، أنه ينتظرك ليسمع أول عمل لك وأنت تغردين بصوتك عنه ،تشدين مثل عصفورة حزينة ، لا تتأخري في أن يكون أول اهداء إليه وإلى تراب اليمن الغالي فهو مشتاق لصوتك الآن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *